فنانون "يصارعون" الفقر والمرض !!

جددت الأزمات الصحية التى تعرض لها عدد من الفنانين مؤخراً-أبرزهم الموسيقار الموجى الصغير ويوسف داوود 



وقبلهما محمد أبوالحسن ومحمد شرف- المحنتين النفسية والمادية والظروف الصعبة التى يعيشها الفنانون، خاصة أن بعضهم لا يستطيع تحمل نفقات علاجه، ويضطر للجوء للنقابة التى ينتمى إليها أو طلب العلاج على نفقة الدولة، وفى بعض الأحيان يواجه مشقة كبيرة فى تلقى العلاج اللازم فى الوقت المناسب، فيظل يعانى لسنوات من المرض دون أن يعينه أحد، خاصة مع توقفه عن العمل، ما يجعله فى وضع إنسانى صعب.
قال الموسيقار الموجى الصغير الذى يعانى من مرض الكبد لـ«المصرى اليوم»: «المفروض أن تتحرك النقابة التى ينتمى إليها الفنان بمجرد علمها بأن أحد أعضائها تعرض لأزمة صحية، ويتم إدخاله أحد المستشفيات ثم تبدأ بعد ذلك الإجراءات سواء على نفقة الدولة أم لا»، وأضاف «الموجى»: «أدين بالفضل للفنان هانى شاكر، الذى أنقذ حياتى ونقلنى للمستشفى وقال لى: (خلى النقابة تعمل إجراءتها على راحتها)».
وتابع: «إيمان البحر درويش نقيب الموسيقيين، قال إن عائلتنا غنية، لكنى أختلف معه فى هذا الكلام، فالقضية ليست غنى وفقراً، فأنا عضو بالنقابة منذ 32 سنة وأدفع الاشتراكات ولم أحصل على جنيه واحد منها، ومن حقى أن أعالج من خلالها، ولكن النقيب قال لى (أنا أساعد غير القادرين فقط)».
الفنان يوسف داوود قال لـ«المصرى اليوم»: «بالنسبة لى كنت أعالج على نفقة الدولة فى مستشفى مدينة نصر للتأمين الصحى، وزملائى فى النقابة قدموا لى عروضاً للمساعدة واهتموا بى، والنقابة كانت مستعدة لعلاجى، وكنت أتمتع بحقى فى التأمين الصحى، لأنى فى الأساس مهندس وخدمت الدولة وقضيت 7 سنوات فى القوات المسلحة، لكن لا أحد يستطيع حالياً تحمل مصروفات العلاج الباهظة حتى من هم فى أعلى المستويات، فمثلاً أحمد زكى ويونس شلبى كانا يجدان صعوبة فى العلاج، لذلك لابد أن تمد الدولة يدها وتساعد الفنانين، ويجب أن يكون هناك دعم من المجتمع لوزارة الصحة عن طريق رجال الأعمال أو الجمعيات الخيرية مثلما يحدث فى الخارج».
وقال الفنان محمد شرف: «حل هذه المشكلة يجب أن يأتى من نجوم الصف الأول بأن يشعروا بمعاناة زملائهم، ويقدموا لهم يد المساعدة بأى شكل، إلى جانب دور النقابة نفسها كما نتمنى أن يكون هناك دعم من الدولة لكل إنسان وليس للفنانين فقط».
وقال الفنان محمد أبوالحسن: من يسألون عنى هم أشرف عبدالغفور وابنته ريهام، وأنا لا أطالب بدعم مادى، ولكن أطمع فى دعم معنوى لأن ذلك يرفع من روح المريض المعنوية، ولا أعرف متى ستدرك الحكومة أن الدولة ما هى إلا المواطنون الذين يعيشون فيها».
وأضاف: «كل من هم فى نفس ظروفى الصحية يحتاجون إلى العمل، لكى نشعر أننا نعيش ونتحرك، فالعمل يعطينا الأمل فى الحياة، والحب والرعاية والسؤال أهم من الدعم المادى. من جانبه قال إيمان البحر درويش، نقيب الموسيقيين: «أحب وأحترم الموجى الصغير وآل الموجى كلهم، لكنى لا أستطيع أن أجامل فى مال النقابة المحدود، فقلت لـ(الموجى) إنه من الأكرم له أن يعالج على نفقة الدولة، وإذا ساعدته النقابة فهذا إهانة له ولآل الموجى كلهم لأنهم ميسورو الحال».  



وأضاف: «أفعل ما بوسعى لعلاج الموجى الصغير على نفقة الدولة ولن أقصر، مهما هاجمونى فهو له حق بالفعل فى النقابة لكن الأموال الموجودة لدينا لا تكفى لعلاجه، خاصة بعد أن اتصل بى شقيقه يحيى الموجى، وأبلغنى أن المبالغ المطلوبة كبيرة وهناك فى الوقت نفسه حالات صعبة بين الموسيقيين، ولا أستطيع علاجه على حساب موسيقيين ليس لديهم قوت يومهم، وإذا أعطيته حقه الذى يطالب به فلن يكفيه، فقد كنت أقوم بفك الودائع لكى أصرف المعاشات للأعضاء».
وأكد «درويش» أنه سيقوم بمبادرة لحل مشكلة علاج الموسيقيين من خلال حفلات رد الجميل التى سيشارك فيها كل نجوم مصر لدعم زملائهم والدخل سيخصص لصالح صندوق المعاشات، وأضاف: «كنا سنبدأ هذه الحفلات فى أمريكا».
وقال مسعد فودة، نقيب السينمائيين: «لدينا نظام للتأمين الصحى بحد أقصى 25 ألف جنيه، لكن للأسف هناك أمراض تحتاج تكلفة باهظة تفوق هذا المبلغ.
وأضاف «فودة»: «عندما تكون لدينا نقابة تضم 6 آلاف عضو فمهما دفعوا من اشتراكات فلن تغطى تكلفة علاج شخص ربما تصل إلى 300 ألف جنيه فى عملية زرع كبد مثلا، وأعرف أننا نمر بظروف صعبة لكن كلنا ننتظر الدستور على أمل أن ينقلنا نقلة جديدة، ويعطى كل مواطن الحق فى العلاج، وقال أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين: «نحن نبحث دائما عن مشروعات علاج جديدة ومفيدة للأعضاء، وكان أول انعقاد لمجلس النقابة 17 يونيو الماضى، ومنذ أول يناير الماضى كان هناك نظام جديد لمشروع العلاج وقمنا بعمل دراسات على شركات التأمين وتم اختيار شركة تديرها شركة علاجية تقدم العلاج لكل مشترك فيها ونسبة كبيرة من الفنانين اشتركوا».
وأضـــــاف «عـــبدالغــفور»: «حتى أصحاب المعاشات كانوا يصرفون 300 جنيه فى السنة، ففتحنا الباب لكى يشتركوا ويعالجوا مثل الأعضاء العاملين، وسقف العلاج ارتفع من 1500 جنيه للأسرة المكونة من زوج وزوجة وطفلين إلى 10 آلاف جنيه لكل فرد، وهناك حالات استثنائية يصل علاج الفرد فيها إلى 20 الف جنيه فى السنة، وعندما تكون هناك حالات صعبة تحتاج لعلاج يفوق طاقتنا نلجأ للدولة لأن لدينا أعضاء موظفين حكوميين مثل الفنانين الذين يعملون فى مسرح الدولة، كما نلجأ أحيانا لمستشفيات القوات المسلحة، فالراحل فؤاد خليل كان يعالج فى مستشفى الجلاء للقوات المسلحة، وسيد زيان كان يعالج فى مستشفى المعادى، وعبدالعزيز مكيوى يعالج فى المستشفى نفسه أيضا».
وأكد «عبدالغفور» أن نقابة الممثلين لديها اتصال بأجهزة الدولة إلى جانب مشروع التأمين الخاص بها، كما أن لديها صندوقاً اسمه صندوق الخير له حساب خاص يقدم إعانات للحالات الحرجة والمفاجئة ليس فى العلاج فقط، لكن فى جميع الظروف الإنسانية.

Posted in: اخبار فنانين