لا أعرف من الذي أشار على السادة الذين يديرون البلاد أن يتخلصوا من الناشطين والثوار على اعتبار أنهم رموز وقادة للثورة
المصرية,وأن إرهاقهم اليومي في طرقات النيابة والمحاكم سوف يمنع المد الثاني يوم 25 يناير القادم ..أو يُوقف الثوار الجدد..للأسف هذا خاطئ جدا…هذه ثورة ذاتيه مثل الخلايا التي تتكاثر ذاتيا ..لذا لابد أن يعرفوا أن القائد العام لثورة مصر هو كل مواطن مصري..حتى الطفل الذي يولد اليوم ربما يكون أيضا رمزا جديدا للثورة, وهذه نصيحة من مواطن مصري..برتبة ثائر افتراضي…ثائر كي بورد..بمعنى آخر “ثائر نص كوم”..أو “ثائر على باب الله “, أو “ثائر فوق السن القانوني”,نزل التحرير ومشى في مظاهرات الثورة عدد مرات تُعد على أصابع اليد الواحدة..
لابد أن يفهم كل من يقوم على إدارة البلاد وخاصة السادة أعضاء المجلس العسكري أن أول فهم حقيقي للثورة المصرية أنها بلا قيادة بشرية..وبلا نخب..وبلا رموز..لذا ما يحدث الآن غير صحيح وخاطئ إستراتيجيا فإذا أردت التعامل مع المد الثاني للثورة..لابد أن تعرف أن شخصنه الثورة موضوع فاشل ولابد أن تخرج من إطار الفرد إلى إطار المجتمع ..لابد من العمل من أجل إصلاح مجتمعي كلى وليس تكميم أفواه الناس.

إن تصفية رموز الثورة المصرية الأولى,إذا افترضنا أن لهذه الثورة رموزا من الأساس,واضح تمام أجل أن يبدأ يوم 25 يناير القادم دون رموز ..هذا تصور خاطئ للقائم على البلد أو القائم على خطة إيقاف حالة الثورة في مصر…
يبدو أنهم لا يعرفون أن الثورة قامت بشكل جماعي وبعد قيامها وتحقيقها لأول أهدافها في يوم 11 فبراير بتنحي الرئيس السابق..بدأت الثورة تكشف عن بعض رموزها وليس كلها..وبدأت تتجلى أسماء هي قريبة من القاهرة والإعلام بشكل خاص ولذا ظهرت..مثلا تجلى مظهر شاهين لأنه كان إمام مسجد عمر مكرم ومن ثمة كانت عنده رؤية رجل دين يرفض الظلم ويقبل الثورة وهنا تجلى كرمز..وتجل الكثير فقط ليس لندرة الرموز ولكن لوجودهم المكاني في القاهرة ,لذا لابد أن يعرف الجميع أن خطة
إرهاق من يظنهم البعض رموزا للثورة ومحركين لها لن ينجح..هذه الثورة جماعة واجتماعية قبل أن تكون ثورة سياسية أو فكرية..هذه الثورة لا يمكن لها أن تقف أو تتعطل مع منع أيمن نور من السفر وممدوح حمزة أو تقديم للمحاكة مظهر شاهين,نواره نجم
هذه الثورة لم تربط نفسها بشخص ولكن ارتبطت بالأرض الولادة كل يوم لرموز جدد للثورة وقادة لها وارتبطت بالمجتمع.وليس بالدولة والسلطة.
هذه ثورة ولادة..تنتج كل يوم قاده جدد..وثوار جدد..هل لاحظتم كيف في أحداث محمد محمود والوزراء عند سقوط شهيد كيف كان يولد العشرات في الميدان..وكأن القتل هو آلية الولادة والتكاثر يا سادة خذوا نفسكم بعمق وفكروا بعمق أكثر..لنصل بالثورة إلى ما يريده الشعب..الذي يخرج بعد عام واحد يريد إسقاط النظام مرة أُخرى
هشام الصباحى
0 التعليقات:
إرسال تعليق