معاذ محمد حسب الله
«أنا عايز أروح من هنا.. عايز أمشى.. فين أبويا.. أنا لسه هاستنى للساعة 10» كانت هذه آخر كلمات «معاذ محمد حسب الله» ضحية فتنة دهشور، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بحروقه البالغة داخل إحدى غرف مستشفى الحلمية العسكرى فى السابعة من صباح الثلاثاء الماضى.
علاقة معاذ بوالده كانت مثل شقيقين.. هذا الكبير وذلك صديقه.. وظل الضحية بعيدا عن والده 3 سنوات كاملة.. كان مسافرا إلى السعودية للعمل وعاد ليقضى شهر رمضان مع الأسرة.
«الوطن» انتقلت إلى دهشور، والتقت «محمد أحمد حسب الله» 58 سنة، مدير مالى بإحدى شركات الأغذية، والد الضحية معاذ.. والذى روى تفاصيل اللحظات الأخيرة فى حياة ابنه وكيف أصابته زجاجات حارقة وهو يمر بالمصادفة عند اندلاع الأحداث بين صاحب مغسلة وشاب احترق قميصه.
المرافق له بالمستشفى: طلب «مُسكن» وقال لى أنا باموت.. وقرأ قرآناً وطلب مشاهدة والدته
يقول الأب: معاذ دا حياتى والحمد لله أنه مات فى شهر كريم واحتسبته عند الله شهيداً.. هو سافر للسعودية للعمل وحضر فى إجازة لقضاء شهر رمضان بين الأسرة والبحث عن عروس، لكنه «ملحقش».
وعن يوم الحادث، قال والد الضحية: «معاذ» كان فى طريقه للمنزل بعد خروجه من صلاة العصر وحين رأى المشاجرة، كان همه الأول إبعاد الأطفال.. وحدثت إصابته.. ويومها أنا جريت على المكان ولقيت جلد ابنى بيسيح قدامى.. ونقلوه إلى مستشفى الحلمية العسكرى لإسعافه.. وقعد فى المستشفى 5 أيام وقضاء الله نفذ.
شقيق الضحيه
وأنا مقلتش لحد أسرق أو خرب -الأب يتحدث عن أحداث العنف بعد دفن ابنه- والدليل إنى أتعورت وأنا بدافع عن الكنيسة لأنى مش عايز خراب وأنا نشرت ملصقات على 16 مسجداً بالقرية دعوت فيها إلى التروى والعقلانية فى استرداد الحقوق.. بس مطلبى الوحيد هو القصاص العادل ممن تسبب فى قتل ابنى».
بجوار والد معاذ.. كان شقيقه الأصغر «خالد» يجلس فى هدوء والدموع تغطى وجهه، وقال: «معندناش مانع أنه المسيحيين يرجعوا، حتى ولو قبل القصاص؛ لأننا مش هناخد حد بذنب حد تانى»، مؤكداً أن لهم حق العيش بسلام هنا وفقاً لمبدأ المواطنة، هم مش طرف فى المشكلة منذ بدايتها.. وقال: «معاذ شهيد هو فى الجنة وأنا متأكد أنه مش تعبان دلوقتى».
أما «حسب الله أمير حسب الله» ابن عم الضحية.. الذى كان مرافقاً له طوال فترة احتجازه، قال: «معاذ» طلب منى التوجه إلى إحدى الممرضات لإحضار مسكن آلام.. وأن أقول لها إنه يحتضر.. وبالفعل وصلت الممرضة وأعطته جرعة مسكنة، وبحلول الساعة الـ4 صباح يوم الثلاثاء طلب قراءة بعض الآيات من القرآن الكريم، والساعة 6 صباحاً، طلب المجنى عليه رؤية والده وأن يتوجه إلى المنزل.. وقلت له إنه هييجى على 10 الصبح، ورد علىّ وقال: «لسه هاستنى لـ 10 الصبح».. وفعلاً عمى جه قبل الساعة عشرة.. لكن كان ساعتها معاذ بين يدى ربه.. معاذ مات.
0 التعليقات:
إرسال تعليق