انتبهوا: العقلية البائسة التى جرتنا إلى حرب الكرة مع الجزائر إرضاء لنزق ابنى المخلوع تعمل الآن بكامل طاقتها لتأخذنا إلى عار حضارى ووطنى جديد بإعلان الحصار على بورسعيد.
ولأن الحمقى والفاشلين مازالوا فوق مقاعد القيادة والتوجيه فإننا جميعا فى مواجهة خطر عدوان ثلاثى جديد على مصر كلها وليس على بورسعيد الباسلة فقط، لذا أرجوكم وأستحلفكم بدماء شهدائنا منذ بداية حفر قناة السويس وحتى موقعة محمد محمود الثانية، أن تقرأوا الأحداث وتنظروا للأمور بوجدان مصرى أصيل وبضمير وطنى سليم، لم يصبه العطب البقرى أو العطن العكاشى.
ما جرى فى بورسعيد كان مؤامرة على مصر وعلى المدينة الباسلة قبل أن يكون جريمة حرب كروية ضد شهداء جمهور النادى الأهلى، وتذكروا جيدا أن المجزرة وقعت فى أعقاب فشل مسعاهم فى تمرير السيناريو العبيط الذى روجوا له على أوسع نطاق بأن هناك مخططا أجنبيا لإحراق البلد يوم ٢٥ يناير.. ووقتها قلنا وقال كثيرون إن الذى يريد حرق مصر حقا هو من يؤلف هذه السيناريوهات ويخترع الفزاعات ويطلقها على الناس.
وعلى ما يبدو فإن أهل المخطط لم يتحملوا أن يخرج الملايين إلى الميادين يهتفون بسقوط حكمهم الدامى دون أن يتحقق ما سعوا إليه ويحترق البلد، فكان لابد أن يشتعل الحريق فى مناسبة أخرى، فجاءت الكارثة من نصيب بورسعيد، وتابعنا جميعا كيف دارت فصول الفاجعة فى ظل تسهيلات أمنية رسمية غير مسبوقة تصل إلى حد التعاون التام مع المنفذين.
وكان أسوأ وأخطر ما قيل تعليقا على المذبحة ما جاء فى تصريحات المسئول الأول فى مصر عندما ذهب إلى المطار لاستقبال الكباتن وليس الشهداء «هو الشعب المصرى ساكت عليهم ليه» فى وقت كانت مصر فى مسيس الحاجة لكلمات عاقلة تشدد على وحدة الروح والدم المصريين، والتى لا تنفصل أبدا عن وحدة التراب الوطنى وواحدية المصير والتاريخ.
وبعدها جاء دور كتيبة إعلام جمال ومبارك الرياضى، ليشن حملة تحريض سافلة للمصريين ضد بورسعيد، ويتحدث بكل حقارة عن شعب مدن القناة فى مواجهة شعب مصر، لتنفجر بعدها بالوعات الكراهية والقبلية والعنصرية على نحو لا يصح أبدا مع دولة هى الأقدم والأكثر مركزية والأعمق توحدا فى التاريخ، لنسمع لأول مرة عن أن بورسعيد التى تحملت وحدها عن المصريين جميعا عدوان ٥٦ الثلاثى، عادت لتعيش تحت حصار داخلى، فى مواجهة عدوان ثلاثى جديد تحالفت فيه سلطة سياسية فاشلة وأجهزة أمنية غبية وإعلام ملوث غارق فى روث حروب المخلوع الكروية.
إن الذين يتكلمون عن مؤامرات خارجية تستهدف النيل من وحدة الوطن هم الذين يريدون تمزيق جسد مصر، وتقسيمها داخليا، ولا يمانعون فى إحراقها على الجميع حتى يظلوا على قلبها.
وفى وضع مخيف مثل الذى يريدون حشرنا فيه الآن يصبح فرض عين على كل مصرى ومصرية أن يبادر بإطفاء الحريق قبل أن يستفحل، وبالأخص رموز المجتمع من المثقفين والفنانين والسياسيين غير الملوثين.
فلنستمع جميعا للراحل الجميل أحمد منيب وهو يغنى لمصر «تعالوا نلضم أسامينا» ولا نعطى آذاننا وعقولنا لمن ألصقوا بنا العار فى حرب الجزائر، أو حناجر البيادة تحت قبة البرلمان.. لنبادر جميعا لصد العدوان الثلاثى على مصر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق