تحولت الأراضي الزراعية بقري ومدن الفيوم الي نجوع عشوائية أقيمت من الطوب الأبيض "البلوك" ولم تسلم منها الأراضي الخاصة
بالدولة والمخصصة لإقامة منافع عامة حيث زادت حالات التعدي علي 60ألف حالة خلال الـ 7 أشهر الاخيرة وهو ما يهدد بتآكل الرقعة الزراعية ويؤثر علي الأمن القومي لمصر.
في اطسا والذي شهد أكثر من 15 الف حالة تعد علي الأراضي الزراعية وأملاك الدولة، قام بعض المواطنين بالاستيلاء علي قطعة أرض تابعة للمدرسة الثانوية بقرية الغرق مساحتها 10 قراريط وقاموا ببنائها واستولي آخر علي 7 قراريط ملك هندسة الري وقام ببنائها منزلا له وباع البعض الآخر بدون أوراق كما استولي بعض الأشخاص علي مساحة 10 أفدنة كانت مخصصة لمركز شباب قرية فوز وهو ما ذكره محمد عبد الفتاح موظف..
ويصف محمود رشاد محاسب ما يحدث بأنه انتهاك لكل القوانين المتعلقة بالحفاظ علي الأراضي الزراعية فقد استغل الكثير من المواطنين حالة غياب الأجهزة الحكومية وقاموا ببناء أكثر من 700 منزل بقرية شدموه وهو ما أدي الي تشوية الأراضي الزارعية والتي تحولت الي كتل خرسانية صماء.
ويصف عبد التواب الدولاتي عضو بالشهر العقاري أن ما يحدث في قري منية الحيط والقاسمية وقصر الباسل وقلمشاه وقلهانة وغيرها من القري من تكالب المواطنين علي بناء المنازل داخل الأراضي الزراعية شيء مؤسف وضد المصلحة العليا للوطن حيث إن هذه الأراضي تنتج الغذاء والخضراوات وأن هذه الحالات زادت علي 5 ألاف حالة خلال الاشهر الاخيرة.
ويشير صلاح هديب مهندس الي ان سعر ألف الطوب الأبيض وصل 1200 جنيه وطن الاسمنت 680 جنيها وأجر (عامل البناء) الي 320 جنيها للألف طوب الواحد ويدلل عباس علي ان السبب في ذلك يرجع الي التكالب علي البناء علي الأراضي الزراعية وبشكل انتقامي!
ويؤكد جمعة زعفراني موظف باحدي شركات الأدوية أن طريق الفيوم اطسا تحول الي قري عشوائية بسبب حالات البناء المتتالية ولم تسلم منها الأراضي التي تقع أسفل خطوط الضغط العالي حيث اقيمت اسفلها منازل ومقاه بصورة فجة تصيب المارة علي الطريق بالغثيان من هول مشاهد التعدي.
ويشير مصطفي عبد الفضيل محاسب الي أن قري سيلا، والعدوة، وقلمشاه ومنشاة عبد الله وأبجيج بمركز الفيوم تحولت أغلب الأراضي الزراعية الواقعة علي الطرق الفرعية والسريعة الي قري عشوائية جديدة وتم إدخال المياه والكهرباء بها دون إجراءات إدارية من الجهات المختصة وعجزت أجهزة المحافظة عن مواجهاتها.
أما محمود عمر محاسب فيؤكد أن قري أبو كساه وسنهور وزيد وأبو جنشو والسليين وهي المناطق التي تكثر فيها الحدائق والتي يصل فيها سعر الفدان الي مليون جنيه تحولت هي الأخري الي كتل خرسانية بفضل قيام المواطنين بالبناء عليها وقد وصلت نسبة المخالفات في هذه المناطق لنحو 1800حالة وهو ما يهد بانهيار محاصيل المانجو والعنب والمشمش والتفاح التي يكثر زراعتها في هذه المناطق.
ويصف جمال عبد الحميد موظف أن مركز سنورس أصبح صاحب نصيب الأسد في حالات التعدي نظرا لعدم وجود ظهير صحراوي له وهو ما دفع المواطنين الي البناء علي الأراضي الزراعية الواقعة علي طريق القاهرة الفيوم بقري الكعابي والاعلام ومنشأة طنطاوي وكوم أوشيم وقصر رشوان ويطالب قوات الجيش والشرطة للتصدي لهذه الحالات حتي لا تتآكل الرقعة الزراعية.
ويقول مصطفي عبد الرحمن مقاول ان اراضي الدولة داخل مدينة ابشواي والتي يصل سعر متر الارض بها 6 آلاف جنيه قام بعض البلطجية والمسجلين خطر بالاستيلاء علي مساحة 3 افدنة ناهيك عن مئات التعديات التي تتم يوميا علي الاراضي الواقعة علي الطريق الذي يصل قرية ابو كساه ببحيرة قارون..
وفي مركز طامية يشير أحمد فرغلي رئيس جمعية تنمية المجتمع بقرية الروضة الي أن حالات التعدي زادت في المنطقة الجبلية بقصر رشوان والمظاطلي وفرقص وأن هذه الحالات زادت علي حالة ويشير الي أن المواطنين يقيمون المنازل حاليا في وضح النهار غير عابئين مما سيحدث معتقدين أن أجهزة الدولة ستغض الطرف عن هذه السوءات التي لا يمكن أن يغفرها أحد.
أحمد فؤاد من ابناء مدينة الفيوم يؤكد أن أراضي المدينة لم تسلم هي الأخري من الهجمات التتارية التي تحدث يوميا علي الأراضي الزراعية الخصبة مستغلين حالة الفوضي التي تسيطر علي اجهزة الزراعة والمحليات، مشيرا إلي أن البعض يقوم ببناء أسوار تحيط بزراعته ويقوم بتبويرها علي أمل بيعها بأسعار مرتفعة حيث وصل سعر متر الأرض في منطقة دلة الي 8 آلاف جنيه للمتر الواحد.
ويؤكد مصطفي عطية رئيس المكتب الاداري لجماعة الاخوان المسلمين بالفيوم بأن ما يحدث بأنه مهزلة وتصرفات لا أخلاقية من قبل المواطنين مطالبا الأجهزة بالتصدي لهؤلاء وإحالتهم الي الحاكم العسكري خاصة أن ما يقوم به هؤلاء المتعدون ما هو إلا عمليات تخريب وتدمير للأراضي الزراعية الخصبة التي سنندم عليها فيما بعد خاصة وأن الفدان ينتج حوالي 22 أردب قمح ومثله للذرة بخلاف مزروعات البنجر والطماطم والفاكهة موضحا اننا ندفع ضريبة الحزب الوطني المنحل الذي كان يقدم حالات التعدي بالبناء علي الاراضي الزراعية كرشاوي للناخبين وندفع الآن ثمن هذه الفوضي..
الدكتور سمير سيف اليزل الاستاذ بكلية الزراعة بالفيوم يصف ما يحدث علي الاراضي الزراعية بأنه عمل إجرامي وحشي وضد الأمن القومي للبلاد خاصة أنه سيحرم المواطنين من الغذاء مما سيدفع أجهزة الدولة إلي استيراده من الخارج بالعملة الصعبة.
ويضيف بأن محافظة الفيوم طابعها زراعي ومن غير المعقول أن تتحول أجود الأراضي في مصر إلي كتل صماء ويشير إلي مساحة الفيوم الزراعية التي تبلغ حوالي 450 الف فدان تناقص منها ما يقرب من خمسين ألف فدان.
ويعترف المهندس احمد علي أحمد محافظ الفيوم بوجود تكاسل وتراخ من قبل اجهزة المحليات والزراعية وأنه شاهد بنفسه حالات البناء المخالف علي الاراضي الزراعيه وحالة البرود التي تنتاب المسئولين عن حماية هذه الاراضي التي اعتبرها احد كنوز الفيوم التي تنتج الخضروات والمحاصيل والفاكهة ذات الشهرة الواسعة.
ويضيف محافظ الفيوم أنه وضع خطة لازالة الحالات الفجة أولا ثم يتم بعد ذلك ازالة باقي الحالات التي تحتاج الي وقت وجهد جميع الأجهزة بمشاركة القوي الشعبية بالمحافظة لكي نحافظ علي اقتصاد المحافظة التي تعتمد علي الزراعة في المرتبة الاولي وهدد المحافظ بوقف اي موظف يغض البصر عن الابلاغ والتصدي لحالات البناء علي الاراضي الزراعية في جميع قري ومدن المحافظة..
0 التعليقات:
إرسال تعليق