كلام مهم جدا وانا شخصيا مقتنع بجزء كبير منه لان العسكر كانوا قادرين انهم يجيبوا شفيق ... لكن .....
----------------------------
ناس كتير فرحانة وبتقول "مرسى" فاز غصب عن عين الجيش فتيجى ناس تانية كتير برده ترد عليهم أنهم هُبل وإن مافيش حد يقدر يفوز غصب عن الجيش
الحقيقة إن الأتنين معاهم حق!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فعلا "مرسى" فاز غصب عن عين الجيش لكن مافيش حد يقدر يفوز غصب عن الجيش!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
طيب إزاى بقى وأيه الحيرة دى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ببساطة شديدة كان الواضح على الساحة فى الفترة الأخيرة هو إن الجيش مُصمم أنه ينجح "شفيق" على الرغم من كل المعارضة اللى فى الشارع
نشر قوات الجيش فى محافظات مصر وقوات "سيل" و 777 و 999 قدام وزارة الداخلية وتسليح قوات الشرطة العاملة فى الشارع والمدرعات الجديدة إلخ إلخ إلخ, ده بالإضافة لمؤتمرات "شفيق" المتتالية وتاجيل إعلان النتيجة وتأكيد كل أفراد الجيش والشرطة فى الشارع لأقربائهم وللناس العادية إن "شفيق" هو الرئيس وأنهم مستعدين وجاتلهم أوامر لقمع أى إحتجاجات إلخ إلخ إلخ
مُعظم الناس كانت مقتنعة إن الجيش حيتغابى ويجيب "شفيق" غصب وإقتدار والضرب حيبقى فى المليان وحتبقى مجازر
لكن أنا كنت دايما براهن على حاجة تانية .. كنت براهن على المخابرات العامة وفعلا كسبت الرهان
لو على الجيش فأنا عارف ومتأكد إن البيادة اللى فى رجليهم بتفكر أذكى منهم ولو عليهم كانوا حيجيبوا "شفيق" وإياكش تولع (وكانت حتولع فعلا)
لكن أنا راهنت على تدخل المخابرات (الناس دى ما بتلعبش يا جدعان) وضغطها على الجيش لتغيير قراره ده
وغالبا -من وجهة نظرى- ده اللى حصل فعلا
أصل بصراحة هى مش فارقة أوى مع المخابرات مين يكسب لو حطوا فى دماغهم أنهم يشيلوه
لكن فى رأيى إن المخابرات كانت معارضه فى البداية فوز "مرسى" لعدة أسباب من أهمها أنهم مستخصرين أنهم يحرقوا كارت الأخوان لأنهم لو حرقوه المرة دى فحيبقى للأبد مش زى كل مرة كانوا بيحرقوه ويرجعوا يلعبوا بيه تانى (طبعا ده غير العامل النفسى عند كل أفراد الأمن والجيش أنهم يدوا التحية لواحد أخوانى)
المعروف إن الأخوان من أنجح الكروت اللى النظام كان بيلعب بيها من زمااااااااااااااان أوى لكسر وتفتيت أى إحتجاج أو ثورة ضده
والكل بقى ما شاء الله عارف الحقيقة التاريخية دى والكل دلوقتى يقدر يكلمك عن وقوفهم مع الملك ضد الوفد ومع "عبد الناصر" ضد "نجيب" ومع "السادات" ضد الناصريين ومع "مبارك" لتحسين صورة النظام ومع العسكر ضد الثورة (بركاتك يا ثورة يا اللى خليت الشعب يعرف ويتكلم عن سيناريو 1954).
وفى كل مرة كان النظام بعد ما ياخد منهم اللى هو عايزه (أستغفر الله العظيم) يغدر بيهم ويرجعهم السجون تانى.
وللأسف الناس كانت بتفتكر إن لما يرجعهم السجون تانى فده غدر منه بيهم, لكن الحقيقة هنا هو أنه بيحميهم من نفسهم ومن الناس وبيرجع يلمعهم تانى كمناضلين ومظلومين وضحايا لحكم النظام لغاية ما تقوم ثورة أو إحتجاج جديد فيطلعهم من السجن كأبطال ينضموا للثورة أو الإحتجاج ده ويبوظوه ويرجعهم تانى للسجن وهكذا دواليك .. طيب أيه المشكلة بقى المرة دى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المشكلة المرة دى أنهم حيمسكوا السلطة التنفيذية كلها (بما فيها أكبر منصب فيها وهو منصب الرئيس) ومعاها السلطة التشريعية كمان ويقدروا يصدروا القوانين اللى تخليهم يسيطروا على السلطة القضائية كمان والمحليات, ده بالإضافة لسيطرتهم على كل النقابات .. يعنى من الآخر حيسيطروا على كل السلطات فى البلد ومش حيبقى عندهم أى حجة لعدم الإصلاح .. طبعا ده بالإضافة لطمعهم وعنجهيتهم الشديدة (أفتكروا عملوا أيه لما سيطروا على البرلمان) .
هنا الشعب حيجرب لأول مرة مفهوم الدولة الدينية بوجهها القبيح (على رأى "أحمد سعيد" الشعب ما جربش الدولة الدينية, ماجربش الحاكم بأمر الله, ماجربش أمن الدولة الإسلامى, ماجربش الشرطة الإسلامية)
وجه إيران وأفغانستان والسودان وكلها وجوه أقبح من القبح نفسه
فلما يجى النظام يختلف معاهم ويحب يخلعهم (وده حيحصل حيحصل) حيبقى خلع للأبد ومش حينفع يستفيد بيهم تانى أبدا
يعنى حيبقى خسرهم للأبد
من هنا كانت معارضة النظام والمخابرات لفوز الأخوان, مش كُره فيهم أكتر منه خوف عليهم .. لكن مع طمع الأخوان فى الحكم (أول مرة فى تاريخهم يكونوا بالقرب ده منه علشان كده طمعوا وخالفوا كل الإتفاقيات مع العسكر) وخطواتهم الإستباقية للعسكر وإعلانهم فوز "مرسى" ونشرهم لمحاضر الفرز وتحالفهم مع القوى السياسية وكل ده فى مقابل غباء العسكر وإصرارهم على إنجاح مرشحهم, فهنا كان لازم المخابرات تتدخل .. صحيح هم حريصين على كارت الأخوان لكن بالتأكيد مش نفس قدر حرصهم على النظام نفسه
وكانوا عارفين إن السيناريو اللى العسكر حاطينه ده مش حيؤدى إلا لإسقاط حكم العسكر نهائيا وللأبد فى مصر (زى ما حصل مع "مبارك" لما أتغابى)
علشان كده أعتقد إن نصيحتهم بالنص للعسكر كانت: (نطاطى المرة دى وننجح الأخوان ومافيش حاجة صعبة علينا فى البلد ولما نحب نسقطهم حنسقطهم ويبقى هم اللى جابوه لنفسهم وبعدين كل حد فى البلد دى ليه دخلته عندنا ونعرف إزاى نكسبه أو نهدده وصفقات الغرف المغلقة ما بتخيبش أبدا)
يبقى علشان كده نجح "مرسى" غصب عن عين العسكر لكن مش غصب عنهم
الفترة الجاية حتكون فترة إصلاحات وتطهير فى البلد وتنازلات من العسكر وتقليص صورى لسلطاتهم والفلول حيرجعوا يموتوا تانى مؤقتا وحيبقى فى توافق وطنى من الأخوان مع بقية القوى وكلنا حنحب بعض وكل القوى السياسية -بما فيها الأخوان- حتطلع فى التليفزيون تقول قصايد غزل عذرى فى بعضها ويبوسوا بعض وياخدوا بعض بالأحضان إلخ إلخ إلخ...حاجة كده شبه الفترة من 12 فبراير 2011 إلى 12 مارس 2011 (على فكرة إحتفالات الناس فى الشوارع دلوقتى -معظمهم حزب كنبة- والعربيات اللى رافعة أعلام مصر وبتطلق كلاكسات وضرب النار والصواريخ إلخ إلخ إلخ هى نسخة من إحتفالات الشعب يوم 11 فبراير 2011 بعد خلع "مبارك")
بعد كده حتبدأ (ولازم حتحصل حتحصل بس أمتى بقى الله أعلم) فترة الخلافات ومحاولة تقسيم التورته وتقاسم مناصب القوى فى البلد, بين الأخوان وبقية القوى السياسية من جهة وبين الأخوان والنظام من جهة أخرى
بالنسبة للقوى السياسية دى فى اللى حيرضى بشوية العظم اللى الأخوان حيرموه ليهم (منصب وزارى أو سياسى إلخ) ومنهم اللى حيرفض ويلعب دور المعارض ويقعدوا يسبوا ويلعنوا فى الأخوان وينسوا أنهم هم اللو وقفوا معاهم ضد العسكر وقووا موقفهم (على فكرة كل القوى اللى كانت معارضة الأخوان دلوقتى بتوع المدنية والليبرالية هم أول ناس حيتحالفوا مع الأخوان)
أما بقى بالنسبة للعسكر والنظام فقدام الأخوان سيناريوهين:
الأول: باكستان, الأخوان واجهة لحكم العسكر ونعيش كلنا فى تبات ونبات ونخلف صبيان وبنات
التانى: صراع قوى ومحاولات تصفية من الطرفين لبعضهم وساعتها حتنزل المخابرات الشارع بتقلها كله وتشعله أزمات وإنفلات أمنى وتأليب للشعب على حكم الأخوان ولما يثوروا ويبدأوا فى الصدام مع الشعب للحفاظ على "مُلكهم" ييجى الجيش بكل براءة ووطنية "يحمى" الثورة تانى ويعيد لينا مسلسل (الراجل اللى ورا "عمر سليمان") بس المرة دى حيبقى (الراجل اللى ورا "عصام العريان" أو "محمود غزلان" أو أى حد تانى منهم)
المهم بس خلينا نفرح اليومين دول (وأنا فعلا بجد فرحان ) بسقوط "شفيق" ومن ورائه من أذناب النظام ونجاح "مرسى" وفترة التنضيف اللى حتحصل فى البلد اليومين الجايين دول رغم معرفتنا التامة بأنها مؤقتة (مش معنى مؤقتة أنها حتقعد يومين ولا شهرين بس مثلا)
وخلينا نفتكر حقيقة مهمة جدا مافيش حد فى مصر حيقدر ينكرها بعد كده -ولا حتى الأخوان نفسهم- وحتكون سبب رئيسى يسهل من حرق المخابرات ليهم فى المستقبل:
الأخوان مانجحوش فى الإنتخابات دى علشان شعبيتهم ولا علشان الشعب مُقتنع بيهم وبمرشحهم, الأخوان نجحوا لأن الشعب كان عايز يسقط "شفيق" مش أكتر وحملة (أعصر على نفسك ليمونة وأنتخب "مرسى") كانت السبب فى أزمة الليمون فى مصر فى 2012, وأنه لولا دعم القوى السياسة وبالذات الشبابية منها للأخوان سواء فى جولة الإعادة أو قبل ظهور النتيجة (بالذات الدعم ده كان الأهم فى تقوية موقفهم ضد العسكر) كان زمان النظام عامل معاهم السليمة كالعادة
حقيقة مش حيقدر الأخوان يغيروها أبدا للأبد, لكنى متأكد أنهم حينسوها ويتنكروا ليها قدام فى المستقبل وحنسمع عن ثقة الشعب فيهم وإقتناعه بمشروعهم وفكرهم
ألف مبروك للأخوان و لدكتور "محمد مرسى" ولمصر بالفوز ده وهزيمة مرشح العسكر والفلول "أحمد شفيق" وكسر دائرة الرئيس العسكرى اللى فرضها علينا إنقلاب 23 يوليو العسكرى وكسر نِفس الجيش والشرطة اللى حيقفوا يدوا تحية عسكرية لواحد مدنى (حتى ولو كانت إشتغالة إلا أنه أى حد دخل الجيش حيعرف قد أيه حتبقى كسرة نِفس ومُذلة ليهم) وفى إنتظار كمية مهولة من الإصلاحات فى البلد وأحنا لسه فى فترة شهر العسل قبل ما يبدأ صراع تقسيم الغنائم وتحديد السُلطات
بقـلم مـحــمــد الــصعــيــدي
0 التعليقات:
إرسال تعليق