بقناع الحرب الكيماوية.. موظف استقبال "زايد التخصصي" يحارب كورونا على حسابه
الإدارة:عدوى الموظفين كانت من مصادر خارجية..ونتبع الإجراءات الاحترازية
موظف استقبال زايد التخصصي متسلحا بقناع الحرب الكيماوية
بقناع من النوع المستخدم في الحروب الكيماوية والبيولوجية، يقف "زياد"، أحد المسؤولين عن استقبال العيادات الخارجية بمستشفى الشيخ زايد التخصصي، محاولا الاستمرار في أداء واجبه بخدمة المرضي الذين ما زالوا يترددون على المستشفى، رغم ما يشير إليه من نقص مستلزمات الوقاية، وتأكد إصابة عدد من الموظفين الإداريين بالمستشفى بفيروس كورونا.
كان "زياد" واحدا ممن شاركوا في احتجاجات الموظفين الإداريين بالمستشفى التي صورتها فيديوهات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الأيام الماضية، وذلك بعد إصابة عدد من الموظفين بفيروس كورونا، وما يقولونه عن رفض إدارة المستشفى في البداية عزلهم في الجزء المخصص لعزل الطاقم الطبي بالمستشفى، وانتهت الاحتجاجات بالاستجابة لجانب كبير من مطالبهم الم
يقول زياد، الشاب الثلاثيني الحاصل على بكالوريوس تجارة: "إحنا يعتبر قاعدين في الوباء، ولغاية دلوقتي في 7 من المستشفى اتصابوا من خلال وجودهم فيها، منهم واحدة بس من التمريض، والباقي كله إداريين"، مشيرا إلى النقص الكبير في مستلزمات الوقاية بالمستشفى: "الماساكات ناقصة لدرجة إن منجد المستشفى عمل ماسكات لسد العجز بناء على توجيهات الإدارة، وطبعا غير مطابقة للمواصفات".
يقول زياد، الشاب الثلاثيني الحاصل على بكالوريوس تجارة: "إحنا يعتبر قاعدين في الوباء، ولغاية دلوقتي في 7 من المستشفى اتصابوا من خلال وجودهم فيها، منهم واحدة بس من التمريض، والباقي كله إداريين"، مشيرا إلى النقص الكبير في مستلزمات الوقاية بالمستشفى: "الماساكات ناقصة لدرجة إن منجد المستشفى عمل ماسكات لسد العجز بناء على توجيهات الإدارة، وطبعا غير مطابقة للمواصفات".
هكذا جاء شراء "موظف الاستقبال" للقناع المستخدم عادة في الحرب الكيميائية بعد تطويره وشراء "فيلتر" ضد الفيروسات والبكتريا ليتلائم مع الحرب الحالية ضد فيروس كورونا: "أنا بحاول أوفر مستلزمات الوقاية لأن المستشفى عندي ما وفرتهاليش، وخاصة في ظل عدم وجود الفاصل أو الواقي الزجاجي إللي مفروض يبقى موجود بيني وبيني المرضى".
قبل اهتدائه لهذا القناع، يحكي زياد أنه كان عندما يقابل المرضى صباحا، في ظل عدم وجود كمامات، يقول لهم "بعد إذنكم أنا مش هقدر أتعامل معاكم إلا لما يجيبولي ماسك، وأقعد أدور هنا هنا، والمريض يبتدي يتخانق معايه، طب وعلى إيه، وأتأخر على المريض ليه، وممكن يجراله حاجة، فقلت أشتري القناع على حسابي وأحل المشكلة بنفسي".
وعن بداية فكرة استخدام هذا النوع من الأقنعة تحديدا، يقول:"بعدما حدثت أول وفاة في المستشفى بسبب كورونا، والموظف المختص في المشرحة ماكانش عارف يتعامل مع الحالة ويغسلها إزاي، وناس نصحوه إن يلبس الماسك ده، وقالوله إن بيلبسوه في مستشفيات العزل، من هنا جبت القناع واشترلته فلتر مخصوص ضد الفيروسات والبكتريا، بـ 40 جنيه، وبغيره كل شهر أو شهر ونصف، حسب ما أحس إنه بدأ يتسد معايه".
يتذكر "موظف الاستقبال" كيف كان زملاؤه يسخرون منه في البداية، قائلا: "الناس الأول كانت بتضحك عليه، وكان بيقولولي، هو إحنا داخلين حرب كيماوية، وإللي يقولولي تعالى سلك لنا البلاعات، واللي يقولي إنت هتطير، وأقسم بالله كنت بسمع كمية تريقه، لحد ما بدأت إصابات تظهر بينهم، ودلوقتي في ناس كتير طالبه مني إني أجيبهولها".
لم يكترث الموظف الشاب بالسخرية التي كان يسمعها في المستشفى وخارجها أيضا، لأن لديه سبب أقوى كان يدفعه للإلتزام بارتداء هذا القناع: "كنت بقول إللي عايز يضحك يضحك أو عايز يهرج يهرج، بس أنا عندي والدتي 72 سنة، مش مستعد أبدا آخد المرض واتعدي وأديهولها هيه، وهي مريضة سكر وضغط ومناعتها ضعيفة".
وزيادة في الاحتياط، فإنه يتجنب قدر الإمكان التواجد في المنزل: "تقريبا أنا ما بروحش البيت، عندي محل تحت البيت، بقعد فيه لحد الساعة واحدة بالليل، وبعد ما بيناموا بطلع أنام على كنبة في الصالة، والصبح بدري قبل ما أنزل بأعقمها بالكلور".
وربما عزز من مخاوف "زياد" في هذا الصدد، أن أحد المصابين بكورونا من موظفي المستشفى نقل العدوى لأولاده الثلاثة وزوجته وأمه وأخواته الاثنين، وكلهم معزولين الآن في مستشفى الشيخ زايد آل نهيان الخاصة بالعزل في الدويقة، وهناك موظف آخر تم إصابته، ونقل العدوى لزوجته وأولاده، وهم الآن معزوليون في نفس المستشفى أيضا.
ولهذا كان من مطالب احتجاجات الموظفين الإداريين بالمستشفى، على مدار الأيام الماضية، بالاضافة لإقالة المدير، السماح بعزل المشتبه باصابتهم أو المؤكدة اصابتهم في الجزء المخصص لعزل الأطباء وأفراد التمريض المشتبه بإصابتهم ب"كورونا" بالمستشفى لحين نقلهم بعد ذلك لأحد مستشفيات العزل، بعد أن "كانت الإدارة في السابق تقول لهم أذهبوا لبيوتكم، هذا فضلا عن توفير الماسكات الواقية، وهي المطالب التي تم الاستجابة لها أخيرا"، حسب تأكيدات زياد، ليتمكن الموظفون من أداء دورهم الهام داخل المستشفى.
في المقابل أكدت إدارة العلاقات الخارجية بالمستشفى على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، "أنه لم تظهر أي حالة إصابة واحدة بين مرضى الشيخ زايد التخصصي حتى تاريخه ما يدل على أن جميع الإصابات التي تم رصدها داخل المستشفى كانت لموظفين معظمهم يعمل في أماكن أخرى، وكانت هي مصدر العدوى لهم، كما أن جميع الإجراءات الاحترازية من تطهير ثلاث مرات يوميا والرش بالمطهرات مرتين أسبوعيا كانت تتم بشكل دوري، وأن من قام باكتشاف هذه الحالات هي الأطقم الطبية بالمستشفى وتحت إشراف أطباء المستشفى وبتوجيه من إدارة المستشفى وتم الكشف الطبي وعمل الفحوصات الكاملة للمصابين وأيضا المخالطين وحتى أنه تم استدعاء أسر المصابين إلى المستشفى وتوقيع الكشف الطبي عليهم وعمل الفحوصات الطبية كاملة لهم دون طلب من أحد، وكان ذلك فور اكتشاف الإصابة، كما وأنه يتم متابعة جميع المصابين في المستشفيات الخاصة بالعزل ومن فضل الله أن جميعهم وأسرهم بصحة جيدة وأن الأعراض التي ظهرت عليهم كانت أعراض بسيطة وقد شفي 4 منهم ويقضون فترة النقاهة بالمنزل دون أية مضاعفات".
0 التعليقات:
إرسال تعليق