كتب: سليمان منصور ناشط سياسي واعلامي
عندما كشف عن وجود كميات ومخزون ضخم من الغاز والنفط شرق المتوسط وبالأخص قبالة السواحل السورية و في المياه الإقليمية السورية.. اكتشاف جعل من خارطة المنطقة الجيوسياسية تتغير وخصوصا تلك البلدان المستفيدة بشكل مباشر منه وهي سوريا و لبنان و الكيان الصهيوني وقبرص وجميع هذه الدول كانت إلى ما قبل الإعلان عن هذا الاكتشاف دول مستهلكة للمادة و مستوردة لها .
وهنا سارع الكيان الصهيوني إلى استثمار حصته "حصة فلسطين المحتلة" و أستخراج النفط و الغاز و أنتجهما حيث سيتحول بفضل هذا الإنتاج من دولة تابعة إلى دولة "تتمتع بالسيادة..؟؟"...وأيضا سارع كلا من لبنان وسوريا ألي وضع الخطط و أعداد الدراسات لاستخراج الذهب الأسود ... ويتوقع إن تتحول منطقة شرق المتوسط إلى "خليج عربي جديد".
حيث توقع خبراء أن هذا الاكتشاف سيحول الأنظار عن القضية المركزية والصراع بين عرب شرق المتوسط و الكيان الصهيوني إلى حرب للسيطرة على هذه الثروة الضخمة من الغاز والنفط.
إليكم بعض الأرقام والمعلومات وهي أولية وتقديرية للمنطقة المكتشفة :
تمتد منطقة الاكتشاف من شمال الكيان الصهيوني وصولا إلى الحدود السورية التركية وكلما اتجهنا شمالا زاد المخزون وزادت الكمية المكتشفة و التي قدرتها دائرة المسح الجيولوجي الأميركية من خلال استنادها إلى بيانات وعمليات تنقيب ودراسات جيولوجية في المنطقة إلى أن الموارد البترولية والغازية لحوض شرق المتوسط يقدر مخزونها بحوالي 1,68 مليار برميل نفط و 3450 مليار متر مكعب من الغاز و وفق نفس التقديرات فإن "المصادر التي لم يتم اكتشافها بعد من الغاز والنفط في منطقة حوض النيل قبالة السواحل المصرية وحوض بلاد الشام إلى الجنوب يقدر مخزونها بحوالي 1,76 مليار برميل من النفط و6850 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي" . وقدرت نفس الدائرة مخزون حوض شرق المتوسط بمجمله بحوالي 9700 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي و3,4 مليار برميل من النفط . وبالتالي فالمنطقة تواجه صراعات جديدة محتملة وتحديات جيوسياسية على نحو مفاجئ.
أمام هذا الواقع و أمام هذه الأرقام نعم اليوم المنطقة تشهد حربا من نوع أخر ذات وجوه متعددة ولأن الأمريكي غير قادر و غير مستعد لدخول حربا قد تتحول لعالمية في حال تمت وذلك لوضع يده على هذا المخزون الضخم من الطاقة أوجد طريقة بديلة لذلك وهي عبارة عن بدعة سمية "بالربيع العربي" ودخل علينا وعلى مجتمعنا من باب الديمقراطية و الحرية و الفساد حيث كان يهيئ الساحة و الأسلوب والطريقة للبدء بالمشروع المشروع أعلن المباشرة به مع الأسف من تحت قبة جامعة القاهرة عندما جاءنا السيد الأمريكي اوباما و كان ذلك الغزل الغير معتاد للدين الإسلامي و المسلمين و بذات الوقت كانت قواته تقتل المسلمين لا بل شنت حروبا على دول بعينها بحجة محاربة التطرف الإسلامي..هنا كانت البداية وكان ما سمي لاحقا الربيع العربي وكما يحلوا لي إن اسميه "الدمار العربي"..
دخلوا علينا من باب الحريات و الفساد و الديمقراطية هنا لا ادعي أننا مدن فاضلة نحن حقا بحاجة إلى كل ذلك لكن ما هكذا تولد الثورات يا بني أمتي فمن اللحظة الأولى لبداية الحراك بتونس كانت الأعين تتجه إلى هنا إلى شرق المتوسط حيث الثروة الضخمة الم يسأل أحدكم نفسه لما لم تدافع روسيا عن "القذافي" كما تدافع اليوم عن النظام بسوريا أليس القذافي ونظامه هم من أهم حلفائها قد يقول احدهم أن روسيا ضحت أو أخطئت بتقييم الوضع في ليبيا لكنها شحذت السيوف و جهزت الأساطيل لتدافع عن سوريا...سوريا يقول احدهم مستغربا لما سوريا ؟
أقول لان سوريا ونظامها أوقفوا مشروع خط الغاز القطري الواصل إلى السواحل التركية وبالتالي إلى أوربا و هذا سيكون كارثيا على روسيا و مضرا بمصالحها أذا ما عرفنا أنها هي المورد الأول للغاز الطبيعي لأوربا..هنا بداية الصراع الحقيقي من يسيطر على سوريا يسيطر على حقول الغاز و النفط في الساحل السوري حيث الكمية الأهم و الأضخم و تم توريط المجتمع والقيادة بسوريا بحربا ضروس لم يسلم منها حتى اللحظة لا بشرا ولا حجرا ولا حتى شجرا بالمقابل ها هي إسرائيل و أعوانها قد بدأت باستخراج حصتها من هذا الاكتشاف و توقع مراقبون أن يتحول الكيان العبري إلى كيان مصدر للغاز و النفط بعد أن يكون قد اكتفى ذاتيا .
أمام كل ذلك أسأل كسوري أولا و كعربي ثانيا متى نتعلم الدرس و متى نتعلم أن نكون لاعبين لا ملعب و ملعوب بنا دائما.. من يتوهم أن الخليج سوف ينجوا من هذا الحراك هو واهم الدور قادم على الجميع و المنطقة متجها إلى تقسيم جغرافي و جيوسياسي ونحن اليوم ندفع ثمة نعمة الغاز والنفط و التي حولنها وبأيدينا و بسذاجة تفكيرنا و قرب نظرنا إلى نقمة بعد أن كانت نعمة...؟؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق