تزداد جاذبية ألمانيا يوماً بعد يوم كبلد للهجرة، حيث أصبح بإمكان الأجانب من ذوي المهارات العالية التقدم للعمل والإقامة في ألمانيا بعد أن عمدت الحكومة الألمانية إلى تسهيل إجراءات الهجرة عبر ما يُعرف باسم البطاقة الزرقاء (بلو كارد)، وذلك من أجل تشجيع أصحاب المؤهلات من الأجانب للقدوم إلى ألمانيا.
في الأشهر الستة الأولى منذ إطلاقها في شهر أغسطس 2012، حصل 4126 أجنبي على البطاقة الزرقاء (بلو كارد)، وذلك نقلاً عن المجلة الاقتصادية (فيرتشافتس فوخه). وتزيد هذه النتائج عن توقعات الحكومة الإتحادية التي كانت تقديراتها لا تتخطى 3600 بطاقة فقط في السنة الأولى بالكامل.
وبالإضافة إلى ذلك، ذكرت المجلة أن هناك متقدمون آخرون، تم بالفعل الموافقة على منحهم البطاقة بين أغسطس 2012 ويناير 2013، ولكنهم لم يحصلوا عليها بسبب أن إصدار البطاقات معقد من الناحية التقنية، كما هو الحال بالنسبة لبطاقات الهوية الشخصية. ووفقاً للمجلة، فقد رحب وزير الداخلية هانز بيتر فريدريش بالبداية الناجحة للبطاقة الزرقاء، وقال: "نحن نجذب بذلك المهنيين المؤهلين تأهيلاً عالياً من جميع أرجاء العالم".
وذكرت المجلة أن المصدر الأكبر لمهاجري-البطاقة الزرقاء هو الهند، حيث بلغ عددهم 983 شخصاً. ومن ثم تأتي الصين بعدد 398، وروسيا بعدد 262 في حين بلغ عدد المتقدمين من الولايات المتحدة الأمريكية 182 شخصاً. وبالنسبة للمهن التي تعاني ألمانيا فيها من نقص حاد بالعمالة الماهرة، فإن الحد الأدنى للأجور يتراوح عند 36192 يورو في السنة كشرط للحصول على بطاقة. وهنا قامت السلطات بمنح 1656 موافقة. أما الأجر السنوي بالنسبة للأكاديميين فينبغي أن لا يقل عن 46400 يورو كي يحصلوا على البطاقة الزرقاء للإتحاد الأوروبي.
وبحسب معلومات مجلة (فيرتشافتس فوخه) فقد انتقل إلى ألمانيا حديثاً 1294 شخصاً من الحاصلين الأوائل على البطاقة، بينما هناك 2832 شخصاً يعيشون فيها بالفعل. ويرى وزير الداخلية فريدريش أن لهذا أيضاً تأثير إيجابي: "هناك الكثير من الأجانب من خريجي المدارس الألمانية يستخدمون البطاقة الزرقاء للإتحاد الأوروبي من أجل البقاء أيضاً في ألمانيا بعد إكمال تدريبهم". وبذلك تُلبى رغبة الحكومة، بحسب الوزير: "من يتم تدريبه هنا، ينبغي أن يثبت مهارته ومعرفته هنا أيضاً".
وكانت الفترة التي سبقت دخول البطاقة حيز التنفيذ، قد شهدت قيام الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي بسن قوانين وتوجيهات وطرح أفكار تتناول عملية استكمال البطاقة الزرقاء ومعالجة نقاط الضعف فيها. وقامت ألمانيا بسن جميع التشريعات المتعلقة بالبطاقة الزرقاء في أبريل من العام 2012 مع التركيز على المهارات اللغوية والمجالات المطلوبة مثل الهندسة والرياضيات وتكنولوجيا المعلومات.كما أقر البرلمان الألماني (بونديستاغ) يوم 27 أبريل من عام 2012 المزيد من تسهيلات العمل في ألمانيا لذوي الكفاءات العالية من غير دول الإتحاد الأوروبي وذلك من خلال تخفيض الدخل المالي السنوي المشترط لبقاء المتخصصين الأجانب في سوق العمل الألمانية. وفي شهر أغسطس 2012 دخلت البطاقة الزرقاء (بلو كارد) حيز التطبيق.
الجدير بالذكر أن مصطلح (البطاقة الزرقاء) مستوحى من البطاقة الخضراء (غرين كارد) الخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية، ويشير إلى علم الإتحاد الأوروبي ذي اللون الأزرق والمرصع بإثنتي عشرة نجمة ذهبية. ويمكن لأصحاب (البطاقة الزرقاء) الحصول على الإقامة الدائمة في ألمانيا بعد سنتين من الإقامة والعمل. كما تشمل هذه التسهيلات أفراد الأسرة أيضاً
0 التعليقات:
إرسال تعليق