مهما اشتد الجوع والظلم بالعامل بالمصرى تجده واقفا شامخا بإنجازه لعمله وبمطالبته بحقوقه بلافتة يرفعها أو احتضان العلم المصرى كرسالة منه تعبر عن حبه لبلاده وعشقه لعمله وتمسكه بمصدر رزقه ،
ولطالما أراد عمال مصر الحرية والديمقراطية فى العمل النقابى والذى كان حلما يصعب الوصول إليه أو حتى التفكير فيه فى العصر البائد والذى أسقطه عمال مصر فى ثورة يناير المجيدة وأن راجعنا التاريخ جيداً سنعرف أن العامل المصرى منذ سنوات بعيدة وهو يثور ضد الظلم والقهر والاستعباد الذى مورس ضده طوال العقود الأخيرة من حياة الوطن.
ومع بزوغ فجر الحرية بثورة الخامس والعشرين من يناير، استطاع العامل المصرى انتزاع حقه النقابى من أصحاب الأعمال والحكومات المتلاحقة الواحدة تلو الأخرى بإصدار إعلان الحريات النقابية والذى ينص على حق العامل المصري فى اختيار الهيكل النقابى الذى ينضم له وحرية تكوين الاتحادات النقابية العمالية المستقلة وكذلك الاتحادات النوعية والإقليمية التي ترعى مصالحه وتقف بجواره وقت الشدة لرفع الظلم عنه.
شهوة السلطة
شهوة السلطة وحب الذات هما الكارثة الحقيقية التي واجهت العامل المصري بعد الثورة فلم يطق السادة المناضلون النقابيون صبرا على صدور قانون الحريات النقابية وأخذوا يتصارعون فى تقلد المناصب الوهمية التي تنبثق عن مرض نفسى فى حب السلطة وامتلاك المنصب الذى يزول بزوال السبب فأخذوا فى التصارع من أجل السفر للبلاد الأوروبية والعربية طمعاً فى الهدايا والظهور الإعلامى وبدلات الانتقال بالدولار واليورو التى تصرف لهم يوميا طوال فترة إقامتهم خارج البلاد وتناسوا الهدف الحقيقى الذى انتخبهم العمال من اجله وهو الدفاع ومناصرة حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية والصحية وتجد منهم تارة اخرى من تقلد العمل السياسى وأصبح شغله الشاغل مجلس الشعب وحضور جلساته والشو الاعلامى وترك منصبه فى العمل العام لأفراد آخرين على غير خبرة وكفاءة ليتحكموا فى مصائر العمال.
الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة
نشأ هذا الاتحاد فى ظروف لا يعرف أسرارها إلا من كان بداخلها فقد كــــان جميع أعضائه من النقابيين المناضلين الآخذين بحقوق العمال ونصرة المستضعفين فى حيرة من أمرهم كيف يتم إنشاء اتحاد للنقابات مستقل عن الاتحاد العام لعمال مصر والذى يتلقى كل الدعم والتأييد من الحكومات المصرية والدولية فتم اللجوء إلى جمعية تدعى ” دار الخدمات النقابية “والتى يديرها النقابي كمال عباس وأخذ بيد هذا الاتحاد من الظلام إلى النور علاوة على استضافته بمقر الجمعية لجميع النقابات لتأسيس الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة ليكون ذلك الاتحاد هو الراية الثورية التي تقود العمال تحت يد نقابية طاهرة تقف بجوار العمال ، وقد فوجئ عباس باستحواذ العديد من السادة المناضلين على المناصب القياديه قبل تكوين الهيكل الإدارى للاتحاد وعند اعتراضه على مجريات الأمور دبت الخلافات بينهما وانفصل كل منهما عن الآخر وتكون الاتحاد بخطى متسرعة للتلهف على المنصب فى أجواء تشوبها الأنانية القيادية .
المفأجاة الكبرى
كما تدين تدان فقد علمت “رصد دوت كوم ” من بعض أعضاء مجلس الإدارة عن نشوب خلافات حادة وعميقة بين رئيس الاتحاد ونائبه، مما جعل نائب الاتحاد يدبر للإطاحة بالنائب كمال أبو عيطة من رئاسة الاتحاد، كما تم سحب الثقة من كل من الأمين العام للاتحاد ونائب الأمين العام حتى يستطيع السيطرة على الاتحاد وقد تقدم العديد من النقابات المكونة للاتحاد استقالة مسببة وحدثت انشقاقات كبيرة بين الاتحاد والعديد النقابات العامة التى لها فرع بكل أنحاء الجمهورية مثل “النقابة العامة للسياحيين والنقابة العامة للنقل العام والنقابة العامة للعلوم الصحية، مما جعل الكثير من تلك النقابات يلجئون من جديد إلى دار الخدمات النقابية والتى تعد حاليا الاتحاد الآخر الموازى والذى لم يعلن بعد، وهو ما يتم تجهيزه حاليا من قبل النقابى كمال عباس تحت اسم “اتحاد عمال مصر الديموقراطى”والذى عقد العديد من اللقاءات التمهيدية لإنشائه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق