ننشر نص المرافعة التاريخية لـ خالد أبو بكر المحامى الدولى فى قضية قتل المتظاهرين المتهم الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وابنيه علاء وجمال، وحبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق و6 من كبار مساعديه.
وإلى نص المرافعة:
"سيادة الرئيس حضرات القضاة الأجلاء أقف أمام حضراتكم اليوم فى محاكمة جنائية لا سياسية ولا انتقامية، محاكمة فتحت بسم الله الحق العدل وستنتهى بمشيئة الله بحكم هو عنوان الحق والعدل.
محكمة جنائية ودعواى فيها مدينة قوامها ضرر وعلاقة سببية، فى محاكمة علمت العالم بأسره كيف يثور شعب على من ظلمه ويقف يطالب محاكمته باسم الحق والعدل، أما عن الضرر يا سيادة الرئيس فسنفتح القلوب كى تنطق بلسان حالنا إلى قاضينا، وأما عن الفعل الذى سبب لمن أمثلهم هذا الضرر، فقوامه أفعال كثيرة، سنطرح من هذا الجرائم ما ينظر منها أمام عدله ويبقى ما تبقى من هذه لجرائم لغد ناظره قريب.
واسمحوا لى يا سيادة الرئيس أن أرفع لكم بلسان حال المجنى عليهم مظالمهم التى يثقون أن رب العالمين سيرشدكم إلى ردها، ومن أمثلهم يا سيادة الرئيس هم شاب من خيرة هذا المجتمع أذكر لحضراتكم بعض الشخصيات من أمثلهم لكى يتسنى للمحكمة الحكم على تصرفاتهم:
أمثل اليوم وكيلاًَ عن المجنى عليهم الدكتور مصعب أكرم الشاعر الطبيب والجرح بمعهد القلب، والمهندس أحمد محمد حسن الفتى مهندس بشركة مصر للطيران، والمهندس طيار عمرو محمد طارق الحناوى بشركة الطيران المصرية.
أنا ومن أمثلهم ومن هم فى جيلنا لم نرَ أو نعاصر فى مصر رئيساً سوى المتهم الأول، كانوا يضعون لنا صورته فى فصولنا الدراسية واستمرار هذه الصورة إلى أن أصبحت موضوعه فى الفصول الدراسية الخاصة بأول أبنائنا، عشنا فى بلادنا حياة المواطن العادى الذى لا يعمل بالسياسة ولا يهتم بها وكان ما يهمه هو البحث عن العلم فى بداية الحياة والبحث عن النجاح فى العمل بعد الدراسة.
أنا ومن أمثلهم يا سيادة الرئيس وأحمد الله وأشكره لا ندعى أننا كنا نعانى مرضاً أو جهلاً، لكننا كنا نعيش حياة عادية مثل أبناء الطبقة المتوسطة من الشعب المصري، وجدنا أبنائنا يتعاملون مع حال بلادنا بقاعدة واحدة، وهى الرضاء بالأمر الواقع.
كنا نرى ظلما وضيق حالة الكثيرين وعدم المساواة بين الغنى والفقير واحتياج أبناء وطننا للعلاج،، والبحث الدائم عن التقرب إلى كل من هم قريبون من السلطة كى ينجوا المواطن العادى من بطش أو قهر أو حرمان.
وعندنا بدأنا العمل فى معترك الحياة وجدنا أنفسنا مجبرين على التعامل مع واقع الحال فى بلادنا، وكنا نسأل ما الذى ينقصنا كمصريين وقد تفرقنا فى بلاد العالم الأول أن نأخذ كامل حقوقنا فى بلادنا؟ ما الفرق بيننا وبين أى مواطن حر يشعر أن بلاده ملك خالص له؟ وماذا فعل البسطاء من أبناء وطننا كى يحرموا من لقمة عيشة تقويهم على حال بات يزداد سوءاً يوماً بعد يوم؟ وكانت الصدور قد امتلأت بالظلم فى كل الفئات وفى جميع شرائح المجتمع، فلم يكن أمامنا ما نبكى عليه أو نهابه.
فتواعدنا وتلاقينا وإذا كانت اللقاءات فى الماضى لها شكل نمطى فلقاءات الحاضر اختلفت عدداً وموضوعاً وشكلاً ففى دقيقة واحدة يستطيع الآن ألاف البشر أصحاب الثقافات المميزة أن يلتقوا ويتحاورا ويتفقوا بل ويغيروا حاله أمة من ظلام إلى نور.
هذا ما تم استخدامه لبدء الشرارة الأولى لغضب جيل بأكمله، وجيل قرر أن مصر حرة وأن أبناءها أحرار، وأن حاجز الخوف الذى ورثناه سيكسر بلا رجعة، قرر أن الماضى كان لهم ونحن الذين سنقوم فى حاضرنا بما يضمن أن مستقبل أبنائنا، جيل ليس له ما يبكى عليه أكثر من حالة فاجتمعنا وقررنا ووحدنا النداء والمطلب الحرية وعدالة اجتماعية.
والحقيقة المجردة يا سيادة الرئيس لم يكن لى بال كل من رج من بيته فى هذه اللحظة وفى بداية الأمر ولم يخطر إطلاقاً أنه يسقط نظام ويقيم غيره، أبدا ولم يكن هناك منهج لاتجاه معنى يتوجهون إليه ولم يكن لدى هؤلاء الشباب أى طموح فى أغلبية برلمانية، ولا إعلانات دستورية، ولا حكومة توافقية، ولا مبادئ فوق دستورية. كل ما كان يهمهم أن تصل صرختهم إلى كل ألم كى يعدل عن ظلمة ويتنازل عن أطماعه ويتركنا نعيش وأبناؤنا فى بلادنا بحرية وعدالة اجتماعية.
فكانت أرداه الله وحدها هى الباعث وهى السبب فى أن تكون دعوة شباب هذا أجيل هى طريقة نور بلادنا بعد ظلامها ورفعتها بعد هوانها، نعم سمعنا قول المولى عز وجل يهز قلوبنا – إنما أره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذى بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون – من منا كان يتخيل هذه اللحظة التى نقف فيها الآن، الله أكبر لقد ظهر ثورة حق لشعب ولد حرا وحرم من حريته ** ثورة كان.
بدأنا جميعاً نشعر بضرورة محاسبة كل من أجرم فى حق الشعب المصرى لم يعد لدينا قدرة على أن نسامح فى أى مظلمة تمت فى أرواح أو أموال شعبنا ألوانا وأطيافاً من أفعال أدت إلى أهدار لأموال ومقدرات أمه بأكملها لصالح مجموعة من الذين تملكوا السلطة وأبوا أن يتنازلوا عنها بل أرادوا أيضاً أن يورثوها لأبنائهم وكان يساعدهم فى ذلك حاشية تعمل فى كل مجالات العمل سياستها الأولى الولاء الكامل لمن هم فى الحكم ولأبنائهم، واتينا إلى محكمتهم الموقرة نقف أمام عدلكم لنرفع مظالمنا إليكم ونشكو لكم من جسامة الثمن دفعناه من أجل أن ننال حريتنا ثمنا جد غاليا غاليا، دماء وأرواح خيرة شباب بلادنا فى وحدة من أبشع الجرائم التى شهدتها المجتمعات الحديثة، وفى سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ بلادنا فلم يسبق أن قام مصريون بقتل هذه الإعداد من أبناء وطنهم، قتلوا من حيث ائتمنوا، من نظام الدولة الذى قسم اليمين على أن يحافظ لى بناء وطنه وأن اليوم يا سيادة الرئيس أقف أمامكم بسبب ما أجبرنا على دفعه من ثمن وكل ما أطلبه منكم يا سيادة الرئيس باسم الحق والعدالة أن يدفع من أجبرونا نفس هذا الثمن عين بعين جسد بجسد روح بروح.>>>>>>>> يتبع
0 التعليقات:
إرسال تعليق